الفنان بهجت عثمان (2001 -1931) بهجت محمد عثمان أو بها جيجو كما كان يحب أن نطلق عليه . من مواليد بولاق أحد احياء القاهرة عام ١٩٣١ - ٢٠٠١. التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم النحت ، وتخرج في عام ١٩٥٤. والخجله الشديد لم يزاول النحت واتجه إلى التدريس أولا حيث عمل بتدريس الرسم للأطفال لمدة عامين (عام بالأزهر وعام أخر بالمدرسة الإنجيلية بالخرطوم ) . ثم اتجه بعد ذلك للرسم في الصحافة، من خلال جريدة المساء ومجلات روزاليوسف وصباح الخير في عام 1957. ثم عمل بعد ذلك في عام ١٩٦٤ بمجلات المصور وحواء والكواكب ومجلات الأطفال سمير وميكي وماجد والعربي الصغير. ولان بهجت عشق فن الكاريكاتير فقد تصور أن هذا الفن سيغير الدنيا إلى الأحسن .. ولكنه أدرك أن التخاطب مع الطفل أجدى لمستقبل أفضل فاتجه إلى رسوم الأطفال، ورسم العديد من كتب الأطفال في مختلف دور النشر ، كما قدم ايضا إلى الأطفال كتاب (ميثاق حقوق الطفل)، بالتعاون مع منظمة اليونيسف في بيروت ، وأقام برسوم الكتاب العديد من المعارض في الوطن العربي ، بداية من بيروت إلي عمان فدبي ثم اليمن لينشر للأطفال حقوقهم. شارك هو وزوجته الفنانه بدر حماده والفنان عبد الغني ابو العينين والفنانة رعاية النمر في تأسيس متحف الازياء الشعبية بالجزائر. اشترك مع زوجته بد حماده والشاعر زين العابدين فؤاد ومنظمة اليونيسكو في معرض وورشة عمل في اليمن تحت عنوان الأطفال يرسمون حقوقهم عام ١٩٩٨ - ١٩٩٩ . ولأيمانه بالمساواة بين الرجل والمرأة رسم مع اليونيسف كتاب حقوق المرأة في عمان. عام ٢٠٠٠ . وايضاً مع هيئة سيديا قام بتصميم ورسوم العديد من البوسترات والنتائج وذلك لتوعية الفتيات تحت سن ١٧ سنة. أختير عضو لجنة تحكيم جوائز الصحافة العربية - عن الرسوم والكاريكاتير (دبي - ٢٠٠١) نال بهجت العديد من الجوائز عن فن الكاريكاتير من ( سوريه - تونس - الجزائر - المانيا ) وعن رسوم الأطفال جائزة أحسن رسام كتب أطفال (جائزة أدب الاطفال - عام ٢٠٠١ ) وجائزة التميز (جائزة أدب الاطفال - عام ٢٠٠٢ ) من مصر.
رغم بعد الزمان والمكان زارني بهاجيجو . كان قد مر حوالي الشهر على وفاته. كان في الحلم مبتسما كعادته معى عندما كنا نتحدث أو ينصحنى نصيحة ما . هللت لرؤيته قائلا : یااااه.. عمو بهجت؟ فينك؟ أتصل بيك ازاى؟ . رد على عاوز تكلمني بجد؟ خد نمرتى الجديدة. ومضى. كان الرقم مكونا من سنة أرقام ومألوفا بالنسبة لى ولكنني لا أعرف رقم من بالضبط . بدأت البحث في أجندة التليفونات في أرقام الأصدقاء المشتركين بيننا أولا ثم. الصحفيون فالرسامين فلم أجده.. لم يتبق الا أرقام أقاربي . كان قد مر وقت طويل على الاتصال بهم . كم أنا مقصر في التواصل معهم دائما . وأخيرا وجدته. كان الرقم مقسوما .. النصف الأول كان رقم عمى والنصف الثاني كان رقم خالتي يا الله . ما دقة هذه الرسالة؟ ولهذا الحد يا بهاجيجو؟ وكأنك تقول لى كلما تواصلت مع أقاربك كأنك تكلمني تماما وتتواصل معى کانت دهشتهم هائلة من اتصالي المفاجيء لدرجة أن أحدهم ظن أنني رأيت حلم سىء له واتصلت لأخبره به . ظللت بعدها لفترة طويلة أداوم على الاتصال بهم كلما توحشت بهاجيجو. ثم عادت ريما لعادتها القديمة ... أستحلفك بالله أن تزورني يا بهاجيجو مرة أخرى الأعاود الاتصال بهم تحملنی و روض شقاوتي التي طالما ما لمتنى عليها . فأنا ابنك الذي لم تنجبه وأنت والدى الذى لم تنجبه جدتي وبيننا صداقة .. بلا حدود.